19 - 06 - 2024

تباريح | المقامرة بمصائر الشعوب

تباريح | المقامرة بمصائر الشعوب

(أرشيف المشهد)

27-4-2013 | 16:18

ماذا لو فشلت الثورة المصرية – لاسمح الله- ؟ كيف كان يمكن أن يكون وضع العلاقات بين القاهرة وغزة؟ هل كان النظام سيتسامح مع دور حركة حماس ، وقد وضع يده على اتصالات وخطابات متبادلة ، وخطط يتم تنفيذها لإزاحته ؟ أم كان سيعاقب شعبا كاملا بجريرة أفراد معدودين في قيادة حماس ؟

في الغالب كان سيتم "أبلسة" الفلسطينيين ، وتحويلهم جميعا إلى متآمرين على مصر ، وإغلاق كل منفذ ممكن أمامهم .. مع خنق الرئة الوحيدة التي يتنفسون من خلالها وهي الحدود مع مصر.. كم من مئات الآلاف كانوا سيتحولون إلى ضحايا ، وكم من مآسي إنسانية كنا سنشهدها لمرضى يمنع دخولهم للعلاج وطلاب يمنعون من الدراسة في جامعاتنا ، وحجاج يحال بينهم وبين بيت الله الحرام؟

قيادة حماس تصرفت بشكل غير مسئول وكذلك قادة جماعة الإخوان ، حين قامروا بمصير شعب .. وكانت المقامرة يمكن أن تؤدي به إلى التهلكة ، أو على الأقل جعله لقمة سائغة لإسرائيل.

على هذا النحو المزعج تصرفت قيادات الإخوان وحماس بعد الثورة .. فالمهم لدى هؤلاء مصالح الجماعة العليا وليس مصائر الأوطان ، ليس مهما لدى قادة الإخوان إلا أن تكون لهم دولة ولو على جزء من تراب الوطن ، وليس مهما لدى قادة حماس إلا أن تكون لهم يد عليا على أي مساحة ولو ممائلة لـ "جمهورية الفكهاني" مثلهم مثلما فعل أصحاب نفس التوجه في السودان حينما اعتبروا انفصال شماله عن جنوبه انتصارا.

مفهوم الوطن لدى هذا التيار" مشوش" وهذا يجعل أي بلد يحكمونه على خطر ، فالجماعة تحل محل الدولة ، هي إذن دولة لا حدود لها يمكن أن تتقزم أو تتمدد ، حسب الظروف.

لا يستنكف الإخوان ولا حماس وضع أيديهم في أيدي إسرائيل ولا تنفيذ مخططات أمريكية ، وبما أن عراب أمريكا في المنطقة يتمثل في قطر ، فلا عيب في أن تكون قطر هي القائدة وهي صاحبة الخطط والكلمة العليا ، ألم يقل أمير قطر ذات يوم إن الرئيس لمصري محمد مرسي والرئيس التونسي المنصف المرزوقي لا يتخذان قرارا دون الرجوع إليه؟؟ كلنا كذبنا عيوننا وشككنا فيمن نقل ذلك عنه ، لكن حين يقول (الشيخ يوسف) القرضاوي أن قطر وتركيا أصحاب فضل على الثورات العربية ، حينها يشك المرء في نفسه ، وفي قدراته العقلية ويتساءل مرغما: هل الملائكة الذين اعتصموا بالميادين من 25 يناير إلى 11 فبراير كانوا جزءا من مخطط أمريكي؟ بقصد أو دون قصد .

الثورة المصرية كانت أطهر مليون مرة من كل الذقون التي تآمرت لتحصد النتائج وحدها ، وما حدث هو أن لصوصا استغلوا انشغال الثوار بطوباويتهم وسطوا على البيت.

مقالات اخرى للكاتب

تباريح | مصر ليست مجرد أغنية!





اعلان